أحكام المسجد

[908] يحرم تنجيس أرض المسجد وسقفه وسطحه وباطن جداره ويجب على من يعلم نجاستها تطهيرها على الفور، والأحوط وجوباً اجتناب تنجيس الجدار الخارجي للمسجد، وإزالة نجاسته لو تنجّس إلّا أن يُعلم أنّ الجهة الخارجية من الجدار ليست من الأجزاء الموقوفة للمسجد.

[909] لو تعذّر تطهير المسجد أو احتاج في تطهيره إلى من يُعينه وتعذّر عليه لم يجب التطهّير عليه، ولكن الأحوط وجوباً إعلام من يستطيع تطهيره.

[910] لو تنجّس موضع من المسجد وتعذّر تطهيره إلّا بالحفر أو التخريب قليلاً وجب ذلك ويجب طمّ تلك الحفرة أو ترميم الخراب على الذي نجّسه، ولو تنجّس المسجد بنحو اقتضى تطهيره تخريب المسجد بتمامه جاز هدمه إن تبرّع ببناءه متبرّع وإلّا فلا يجوز ذلك، وإن أمكن تطهير ظاهره حينئذٍ وجب، ولو تنجّس مثل حجارة المسجد الذي يمكن إرجاعه بعد التطهير وجب إرجاعه إلى موضعه بعد التطهير.

[911] لو غُصب مسجد وبُني في موضعه دار أو طريق وما شابه ذلك، أو هُدم بنحوٍ تتعذّر الصلاة فيه حرم تنجيسه أيضاً على الأحوط، ووجب تطهيره قدر الامكان.

[912] يحرم تنجيس حرم الأئمّة المعصومين:، فإن تنجّس وكان بقاء النجاسة هتكاً للحرمة وجب تطيرها، بل الأحوط وجوباً ذلك ولو لم يكن هتكاً للحرمة أيضاً.

[913] لو تنجّس سجّاد أو حصير المسجد وجب تطهيره، ولو أدّى ذلك إلى تلفه وكان قطع الموضع النجس أوْلى من التطهير وجب القطع.

[914] يحرم حمل العين النجسة مثل الدم وغيره إلى المسجد لو كان فيه هتكاً لحرمته، بل الأحوط استحباباً ترك ذلك ولو لم يكن فيه الهتك للحرمة، وكذا يحرم حمل المتنجّس لو كان فيه هتكاً لحرمة المسجد.

[915] لا إشكال في‏البحث والدرس والمطالعة وإقامة المآتم سيّما لأهل بيت العصمة: في المسجد فيما إذا لم يكن فيه مزاحمة المصلّين، بل لا يجوز إيجاد المزاحمة بتلك الاُمور، كما لا يجوز منعهم عند عدم مزاحمة المصلّين إلّا أن يضرّ ذلك بالمسجد.

[916] يحرم على الأحوط تزيين المسجد بالذهب، وكذا نقشه بتصاوير من ذوات الأرواح، ويكره تزويقه بالصور من غير ذوات الأرواح كالمزهريات ونحوها.

[917] لو آل أمر المسجد إلى الخراب لا يجوز بيعه أو إدخاله في حبالة ملك شخص أو جعله شارعاً أو زقاقاً حتى إذا لم تمكن الصلاة فيه بعد ذلك أصلاً على الأحوط.

[918] يحرم بيع باب وشبابيك المسجد وغيرها، ولو آل أمر المسجد إلى الخراب وجب استعمالها في إصلاح ذلك المسجد، ولو لم تنفع للمسجد المزبور وجب استعمالها في مسجد آخر، ولو لم تنفع في المساجد الاُخر جاز بيعها وصرف ثمنها في إصلاح ذلك المسجد مع الامكان وإلّا صرفت في إصلاح مسجد آخر.

[919] يستحبّ بناء المسجد وترميم المسجد الذي يؤول أمره إلى الخراب، ولو تعذّر ترميم وإصلاح المسجد جاز هدمه وبناءه من جديد، بل يجوز هدم المسجد غير الخرب لغرض التوسعة فيه واستعمال آلاته قدر الامكان في بناءه الحديث.

[920] يستحبّ كنس المسجد وتنظيفه وإنارته، ويستحبّ لمن أراد الذهاب إليه تطييب نفسه وثوبه، وأن يلبس ثوباً طاهراً ثميناً، وأن يفحص أسفل نعله لئلّا يكون ملوّثاً، وتقديم رجله اليمنى عند الدخول إليه واليسرى عند الخروج منه، وكذا يستحبّ الذهاب إليه مبكّراً والخروج منه آخر المصلّين.

[921] يستحبّ الذهاب إلى المساجد، فقد ورد في الحديث أنّ في كلّ قدم -ذهاباً وإياباً- عشر حسنات، ويستحبّ لداخله الصلاة ركعتان تحيّة للمسجد، ولو صلّى صلاة واجبة أو مستحبّة اُخرى أجزأ.

[922] يكره النوم في المسجد -إلّا عند الضرورة-، وكذا يكره الكلام في اُمور الدنيا والاشتغال بصنعة أو شعر في غير الحكمة، وأيضاً يكره البصاق والتنخّم فيه، ورفع الصوت لمناداة شخص أو إنشاد الضالّة أو لأي أمر آخر، ولكن لا بأس برفع الصوت في الأذان، وكذا يكره تجريد السلاح من الأغمدة إلّا لضرورة، وعلى كلّ حال فإنّه يكره فعل كلّ ما ينافي حرمة المسجد.

[923] يكره الإذن للصبيان -إلّا المميّز المبالي منهم- والمجانين في دخول المسجد، وكذا يكره لآكل البصل والثوم، الذهاب إلى المسجد لما فيه من إيذاء المصلّين، ويكره تلويث فضاء المسجد بأيّ رائحة كريهة اُخرى.