عاشورا
سؤال 1088: بعض الأشخاص يقولون: «انّ يوم عاشورا يوم فرح وسرور، لأنّ الامام الحسين عليهالسلام فنى في ذات اللّه تعالى وانتقل من عالم الكثرات الى عالم الوحدت.» ونحن حال كوننا عارفين باللّه وسالكين له نفرح ونبكى بكاء الشوق والفرح لا بكاء الحزن. العوام والذين هم ليسوا منّا (أى من العرفاء) هم يبكون ويندبون ويقيمون مجالس العزاء للحسين عليهالسلام ولكنّا لا نفعل عملهم لانّا نرى قضية الحسين عليهالسلام ذا جهتين الجهة الاولى المصائب والجهة الثانية الفرح للامام عليهالسلام لانه قد استخلص من سجن البدن والدنيا، ومستدرك قولنا مزاح برير مع زهير فىليلة عاشوراء وشوق لقاء ربّه تعالى والسرور والاحمرار فى وجه سيدالشهداء عليهالسلام. على ايّ حال لنا مستدرك آخر وهو شعر من المولوى فى مثنويه، هو يقول: شاعر أتى مدينة حلب وراى اقامة العزاء. الشاعر يخطئهم ويقول لهم: ابكوا على حالكم واقيموا العزاء لانفسكم لا للحسين عليهالسلام لانه استخلص من سجن البدن والدنيا. (جواب): بسمه تعالى الف) لاريب فى أنّهم عليهم السلام مظلومون وكلّ انسان يتاثّر عاطفيا قبال الظلم على بنى نوعه والشارع المقدس امضى هذه العاطفة كما بكى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله على فوت ابراهيم ابنه، وبكىجميع الانبياء والمرسلين والائمة عليهمالسلام على الحسين عليهالسلام. ب) كل مظلوم يغلب على الظالم فى الدنيا او الآخرة ولو بنى على النظر الى هذه الجهة لزم الشكر من الظالم لأنّه كان السبب لهذه الغلبة والموقعية! الظلم امر قبيح شنيع لابدّ ان يقابل بالدفع والرفع ومن اسباب ذلك تحريك العواطف ومن اهمّ اسباب ذلك، البكاء. نعم من يبكى على ذلك ليس تحت تأثير هذه الجهة بل من جهة العواطف الانسانية. ج) نحن مأمورون بالبكاء والتباكى واقامة مجالس العزاء لمصائبهم عليهالسلام ولا ريب أنّ اطاعة شرع توجب الثواب. د) اسئلوا عن هذا الذى يدعى العرفان هل رايه ذلك متّخذ من الشارع المقدس؟ وإذ ليس ذلك فنحن نرفضه.
دوشنبه 14 دی 1388
|